الرئيسية - محافظات وأقاليم - الانقلاب الناعم على الجمهورية اليمنية
الانقلاب الناعم على الجمهورية اليمنية
الساعة 07:38 مساءاً

 

الكاتب : حسين البهام

اقراء ايضاً :

*-* لقد أرادت الطغمة هذه المرة الخروج من الوحدة اليمنية بطريقة سلسة وناعمة بعيداً عن الصراع الدموي الذي قد يكلفها الكثير من الأرواح بعد أن تخلصت من الزمرة تحت مسمى الإخوان المسلمين..

*-* اليوم وبعد أن احكمت الطغمة قبضتها على المناطق الجنوبية سياسياً وعسكرياً بدأت باتخاذ خطواتها الأولى نحو فك الارتباط لإدارة شؤون الدولة الجنوبية بعد إعلان الميثاق الوطني الجنوبي.

*-* حيث يرى مراقبون سياسيون بأن اجتماع الجمعية العمومية بتاريخ 21 مايو وهو التاريخ الذي أعلن فيه علي سالم البيض فك الارتباط هو بمثابة إعلان الانفصال.

*-* لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تستطيع الطغمة إدارة شؤون البلاد بعد فشلها في أكثر من محطة سياسية تربعت على هرم السلطة بالجنوب.

*-* هناك من يرى بأن العقلية العسكرية للطغمة ستفشل من أول محطة لها نظراً لعدم قدرتها على استيعاب الأخرى وأن العقلية العسكرية التي تعودت على الانقلابات العسكرية من 67م ستظل أسيرة نفسها وهوسها المناطقي الذي لايبارح عتبة دارها…

*-* حيث يرى الكثير من المهتمين بالشأن الجنوبي بأن عودة الطغمة من بوابة السياسة بعد فشلها العسكري في حرب (٩٤) قد يمنحها فرصة أخيرة لترتيب وضعها العسكري والسياسي وأن العودة من بوابة السياسة بعد الربيع العربي تحت شعار التصالح والتسامح قد منحها نصرا عسكريا لم يكن في الحسبان السياسي بعد أن توغلت في مفاصل الدولة تحت مسمى تصالحنا.. تسامحنا هذا الشعار الذي مكنها من العودة سريعاً للسلطة.

*-* اليوم وبعد أن أحكمت الطغمة قبضتها العسكرية على الجنوب بعد إزاحتها الزمرة التي تعتبرها عائق أمام مشروعها الانفصالي.. فهل تستطيع الطغمة اعلان الانفصال عن الشمال تحت رعاية التحالف وماذا بعد إعلان الإنفصال إن تحقق ذلك؟

*’* مع علمي بأن العملية السياسية القادمة التي تسعى لها الطغمة هي الشراكة في السلطة مع الشمال وليس فك الارتباط كما توحي للشارع الجنوبي في مؤتمراتها أنها تبحث عن شراكة حقيقية للوحدة تحت مسمى إعادة صياغة الوحدة اليمنية وفق المساحة والثروة بعيداً عن القوى الجنوبية الأخرى.

*-* إن مثل هذه الخطوات تبقي الجنوب في حالة حرب خفية بين الطغمة والزمرة..حيث يرى الكثير من الساسة بأن طي الخلاف بين القوى الجنوبية لن يتحقق إلا بحوار جنوبي جنوبي تشارك فيه كل القوى السياسية تحت مظلة الأمم المتحدة دون شروط مسبقة مالم سيبقى الصراع الجنوبي مفتوحا على مصراعيه للقوى الخارجية للعب على هذه الخلافات.. فهل حان الوقت لتدارك ذلك أم أن الاستقواء بالسلطة سيظل هو المسيطر على العقلية السياسية في الجنوب.