د.عادل الشجاع
المؤتمر والإصلاح : أزمة قديمة بثياب مضرجة بالدم
الساعة 05:01 صباحاً
د.عادل الشجاع

أكتب هذا المقال ليس من أجل محاكمة المؤتمر أو الإصلاح وإنما بحثا عن حل وليس محاولة تشهير غير مبني على أي نوع من أنواع الحقائق . هناك صراع على القاعدة الشعبية الجماهيرية بدأ بشكل أكثر وضوحا عام 2011 ، حيث حاول كل طرف اكتساب المزيد من الجماهير والناس ، حتى لو كان ذلك من خلال الكذب والتحريض على الآخر .

هناك حملة تحريض واسعة منقطعة النظير تأخذ موقعها في الصف الأول من الخطاب الإعلامي . حملة شارك فيها ، قياديون في بعض الأحيان ، حملة تحريض تغلغلت في نسيج القواعد ، تغذيها بعض الأطراف الإقليمية بهدف دفع الطرفين إلى حالة ميؤوس منها .

من المؤسف أن يدق الطرفان طبول الحرب في منطقة التربة وفي الجوار بمنطقة شرعب يحشد الحوثي المقاتلين لتعزيز الجبهات بمقاتلين جدد لتثبيت انقلابه . وبدلا من أن تسهم هذه السياسات الحوثية في تقريب المواقف المواجهة لهذه التحديات التي تهدد مستقبل النسيج الاجتماعي برمته ، نجد حدة الخلافات والتوتر والصراع تتزايد بين الطرفين ، الأمر الذي يعكس غياب البوصلة التي تحدد الاتجاه الصحيح لديهما .

إن ما يجري بين المؤتمر والإصلاح من عداء يبدو في نظر كثير من المراقبين والمهتمين بالأزمة اليمنية وتطوراتها أمرا مستعصيا على الفهم والإدراك ، لأن التحديات والأخطار التي تحيط بالأزمة اليمنية يفترض أن تتضاءل أمامها أي صراعات جانبية أخرى مهما كانت شدتها أو عمقها وتتراجع في مواجهتها كل المصالح الفئوية والحزبية ولكن ما يحدث هو العكس .

كل ساعة تمر دون وقوع توتر بين المؤتمر والإصلاح يمكن اعتبارها مكسبا . وما يقوم به الطرفان في التربة وربما يمتد إلى مناطق أخرى يهدد بلا شك تعاطف الكثيرين مع الطرفين ويجعلهم يولون وجوههم شطر الحوثي . سفك الدماء في الحجرية لا يرتبط بمن يملك أفضل وسيلة أو أفضل استراتيجية ، بل فقط من الذي ينتصر لسيده على حساب سيد الآخر .

والملفت للنظر أنه في الوقت الذي يتوفر فيه أفضل الظروف التي تسمح بمواصلة التناحر صمتت قيادات الطرفين ، بما يدل على رضا هذه القيادات عما يحدث . كان الجميع يمنون أنفسهم بتصالح المؤتمر والإصلاح بما يجلب الفرح ويرحمهم من جحيم الحوثي ويعيد إليهم أبسط شروط الحياة الطبيعية ، إذا بهم يقعون تحت جحيم آخر يصنعه المؤتمر والإصلاح .

ولست أدري ، هل تدرك قيادات الحزبين أن مجرد الانزلاق والوقوع في محظور تحول الجمهوريين إلى أعداء يعني الوقوف عند مرحلة ستترك آثارها إلى فترة طويلة . ولعل لغة التحريض التي طغت على الخطاب الإعلامي خلال الفترة الماضية ، أقوى دليل على مستوى التناقض بين الطرفين وصمت قياداتهما .

يبدو أن الدم اليمني لم يعد خطا أحمر عند المؤتمر والإصلاح وأنهم قد نسوا أو تناسوا هذا الخط وبداؤا بأيدي مسلحيهم اللعب بهذا الدم ورسم خطوط وخرائط به . إن من يوجه سلاحه ويقتل ويخرب ويعبث فسادا وإفسادا يشكل رأس حربة للحوثي ، وينفذ له ما عجز عن تنفيذه .

الحريص على الدم اليمني هو من يضبط نفسه عن الانجرار عن الفعل ورد الفعل لمنع استباحة الدم اليمني . هل يعقل أن يتقاتل الجمهوريون ويديرون ظهورهم لمن يحتل صنعاء وجزاء من تعز ؟ بنادقكم يجب ألا يكون لها وجهة سوى الحوثي . إن الصراع بين المؤتمر والإصلاح يثبت الانقلاب ويعيد اليمن كله إلى عصور الإمامة والاستعمار .

هاهي تعز تذبح من جديد ، ولكن بيد الجمهوريين . فهل يسترد هؤلاء وعيهم قبل فوات الأوان ؟ وهل سنسمع عن تشكيل لجنة سريعة من الطرفين إن لم يكن من أجل المصالحة فمن أجل هدنة حتى نستعيد الدولة ؟آ آ â€‹

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص